×



klyoum.com
iraq
العراق  ١٠ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
iraq
العراق  ١٠ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار العراق

»ثقافة وفن» جريدة المدى»

في ما أُهمل من أعراف الأدب

جريدة المدى
times

نشر بتاريخ:  السبت ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ - ٢٣:٥٨

في ما أهمل من أعراف الأدب

في ما أُهمل من أعراف الأدب

اخبار العراق

موقع كل يوم -

جريدة المدى


نشر بتاريخ:  ٢٧ نيسان ٢٠٢٤ 

د. نادية هناوي

في النقد الأدبيّ بديهياتٌ معروفةٌ ومسمياتٌ معتادةٌ تتعلق بقضايا الطبعِ والصنعةِ والنوعِ والجنسِ وموضوعاتٍ أخرى تتعلق بالأدب وفنونه وكيفيات إنتاجه وعمل الموهبة والإلهام فيه،

والتي لا تحتاج منا إلى اللجاجة في طرقها وإطالة الوقوف عندها، فهي بمثابة أمورٌ مفروغٌ منها؛ أمّا كماهية أو كاصطلاح واشتغال. ومن تلك البديهات والموضوعات مسألة النظر في القوى المحركة للأدب التي عفا عليها الدرس النقدي الراهن، بيد أن الحاجة إلى التذكير بها وبغيرها تبدو ماسة، تتطلبها موجبات معينة تطرحها الحياة الأدبية والمجتمعية عامة.

والرجوع إلى قوانين الأدب أمر تقتضيه حياتنا المتسارعة التي كثيراً ما تستلزم التجديد في تلك القوانين أو ابتكار غيرها، لكن هذا التجديد وذاك الابتكار إنما تتحكم فيهما العملية الإبداعية بالانطلاق من داخلها وليس فرضاً يأتي من خارجها في شكل أوامر تسنّها هيئات تتنوع سلطاتها.

وهو ما نبَّه عليه عميد الأدب العربي طه حسين حين قال: (ولو كان الأدب يتطور بالقوانين أو يتحقق بمجرد الرغبة فيه لكنتُ أسرع الناس إلى أن أطلب إلى الثورة إصدار قانون يقضي بهذا التطور وينظمه كما أخذتْ في تنظيم الاقتصاد وشؤون الحكم، ولكن تأثير القوانين في الأدب بطيء لا يظهر إلا حين تتأثر الحياة كلها بهذه القوانين. فليطالب دعاة التجديد توجيها صحيحا مستقيما لا إسراف فيه ولا شطط ولا جموح'(اختصام ونقد، ص113)

فليس على الأديب من سلطة سوى سلطة وعيه وما يملكه من قدرات كما لا تأثير عليه غير تأثير إحساسه الذي هو وحده يتسلط عليه إبداعاً وابتداعاً بلا امتثال أو رضوخ، ويتماس معه طبعاً وتطبعاً بلا تصنع أو اخضاع. فالأدب إبداع، وتطور هذا الإبداع مرهون بدواخله ومتبلور في ثناياه بيد أنه في الآن نفسه يستجيب بشكل اتباعي غير مباشر لتبدلات الحياة، ليكون كيفما الحياة تكون. وما بين الاتباع والابداع مسافة ليست هينة، يتوجب على الأدب أن يقطعها كي يوفق بين ما تقتضيه أنظمته الداخلية من تغيرات خاصة وتبدلات ذاتية، وبين تقلبات الحياة الجوهرية ظروفاً وأحوالاً وقيماً.

وبسبب سعة هذه المسافة يغدو التطور في قوانين الأدب بطيئاً، مما كان العميد يفكر فيه، راجياً أن يقفز أدبنا ونقدنا قفزات متسارعة، تتأتى من داخله، وليس بفرمانات وأوامر فوقية ورغبات خيرة. ومن ثم لا يتسارع الأدب إلا إذا تقلصت المسافة بينه وبين الحياة، حتى إذا كانت الحياة متسارعة بوتيرة نسبية وبمعطيات تاريخية مؤثرة وعظيمة، سيتطور الأدب تطوراً نوعياً بقفزات واضحة وطفرات جلية. وهو ما حصل في الشعر العربي في صدر الإسلام؛ فلقد تغيرت قوانينه بشكل نوعي كتبعة من تبعات التبدل الجوهري الذي شهدته الحياة آنذاك وما رافقها من تغيير سريع وجذري في بنى المجتمع العربي فكراً وسلوكاً ومظاهر عيش، فبانت على الشعر ملامح الورع والايمان وغادرته سمات التحلل والفحش والذم والبداوة والعداوة وغير ذلك.

وبفعل تطورات الحياة العربية في جوهرها خلق الأدب لنفسه وعيه الذوقي والجمالي بفعل التلقي العام والخاص وما بلوره النقاد في فرضيات ونظريات وقواعد، ومن التطورات التي حصلت في قوانين الأدب الداخلية أن نشأت علوم جديدة في اللغة العربية بعد اختلاط العرب بالأقوام الأخرى عبر الفتوحات، ففشا اللحن على الألسنة مما أوجد ضرورة ملحة تدفع باتجاه نشأة علم النحو على يد أبي الأسود الدؤلي بعد مشورة الأمام علي بن أبي طالب، ثم ألف العرب ما يقعد لغتهم ويضبط إيقاعات شعرهم خشية ضياع صفائها بالاختلاط والتقادم، فاكتشف الفراهيدي البحور وراح علماء الشعر ورواته يجمعون الشعر القديم ويستنبطون منه قواعد اللغة العربية.

وشهدت قوانين الشعر في العصور اللاحقة تغييرات جوهرية كاستتباع حتمي للتنوع الذي طرأ على الحياة العربية وما ساد فيها من مظاهر الترف المدني والتنوع في منابع التلاقح الحضاري مع الأمم المجاورة، فتزحزحت بعض قوانين عمود الشعر ودخلت بنيته اللغوية والأسلوبية الرقة والعصرية وألغي الطلل وتولدت استعارات جديدة وترققت التشبيهات والألفاظ.

وأهم التطورات التي تطرأ على قوانين الأدب تلك المرتبطة بتنوع البيئات الادبية ومدى رصانة أو وضاعة بناها التحتية والفوقية. ولو تأملنا أدبنا العربي قديماً وحديثاً لوجدنا فيه بيئات أدبية أحدثت أثراً في قوانين الشعر والنثر من الداخل وعلى مدى العصور التي مرت بها الثقافة العربية والاسلامية.

ولئن كان الأدب في الاساس مبنياً على الاحتمال تغدو قوانينه وبديهياته أمراً بعيداً كل البعد عن النظر المعياري في التعاطي الدوغماطي معها. ولقد استوعب نقاد الأدب في العصر العباسي وما بعده هذه الاحتمالية فنظَّروا وقايسوا بروح مرنة وانفتاحية بدءا من قدامة بن جعفر وعبد القاهر الجرجاني مرورا بالمرزوقي والقاضي الجرجاني ووصولا إلى حازم القرطاجني وغيره من الذين تمثلوا قوانين الادب عارفين أنها تنبع من داخل الادب فقيدوا ما طرأ على النثر من أشكال جديدة، وما اكتنف الشعر من ازدهار في بلاغته وبيانه ومعانيه وبديعه، متيقينين من طريقة اشتغاله فوضعوا رؤاهم وصاغوا نظرياتهم التي تجسد حقيقة الاحتمال في قوانين الأدب.

وفي العصر الحديث تسارعت وتيرة اللحاق بالمدنية الغربية وأخذ التلاقح بين أدبنا والآداب العالمية يزداد وضوحا على يد طه حسين والرعيل الذي معه أو من سبقه.

وتجلى أثر السرد الاوربي في السرد العربي أكثر منه في الشعر والنقد. فكان سردنا العربي في عصر النهضة العربية يستتبع الإرث السردي العربي بأنواعه كالمقامة والخطابة والحكاية والمسامرات والرسائل والرحلات والمنامات وسرعان ما تلاحق مع تيارات السرد الاوروبي الحديث.

وتفاعل النقد العربي مع مذاهب الأدب الغربي كالكلاسيكية والواقعية التقليدية والرمزية تفاعلا نسبيا، كما نهل من آخر الموجات التجديدية الغربية ومنها تيار الوعي الذي بدأ في انكلترا في العقد الثالث من القرن العشرين ثم ظهر في الأدب الامريكي وشاع في فرنسا في العقدين الرابع والخامس ليظهر بعد ذلك في القص العربي وتحديدا في العراق بكتابات القصاصين عبد الملك نوري ومحمد روزنامجي وفؤاد التكرلي في أربعينيات القرن الماضي.

وصار التحام النقد العربي بالغربي مباشراً وساهمت الترجمة في توفير ممكنات هذا الالتحام، فضلا عما نهله الشعراء والقصاصون ممن أجادوا اللغات الاجنبية مباشرة من آداب الامم الاخرى.

وطبيعي جداً أن تتبع هذا التغيير في السرد والنقد تغيرات ثقافية وفكرية وأدبية أخرى تتمثل في الفلسفات والمذاهب والتيارات الفكرية التي كان مسرى تأثيرها في أدبنا في العصر الحديث مسرى النار في الهشيم، حتى صار تأثير التيارات الغربية جليا كما هو الحال بالنسبة للفكر التنويري الذي جاء مع الثورة الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر وكذلك تأثر العرب بالفكر الماركسي كما ظهر تأثير الفكر الوجودي وأدبه على الفكر العربي وأدبه في حدود النصف الثاني من القرن العشرين.

وأي أدب إنما يتمخض أولا في تلافيف وعي المبدع خيالا نابعا عن واقع أرَّقه أو شغله أو بهره ليجد نفسه ينتج أدبا هو عبارة عن إلهام راوده متحريا الالتزام بقوانين من دون توصيات أو اشتراطات وإنما هي مرجعيات استثارها أمر معين فتحفزت في لا وعيه فأنتجها بلا تصنع أو تكلفة. وهو ما حصل في شعرنا العربي المعاصر الذي ثار على قانون العمود متفاعلاً مع ما في آداب الأمم الاخرى من قوانين، وكان من نتائج هذه الثورة تحديث القصيدة التقليدية، فكانت قصيدة التفعيلة ثم قصيدة النثر وما تبعهما من أشكال شعرية مختلفة أخرى.

إنّ الادب الأصيل هو الذي تنبع قوانينه من داخله تماما كالفلسفة والتاريخ واللغة وغيرها، وكذلك النقد لا يطرق الموضوعات ولا يستجلبها من عالم النقد الغربي لأجل المباهاة وإثبات الضلاعة؛ وإنما هو الحاجة التي تجعل الأدب غاية النقد.

وتظل الضرورة والصدفة غير منعزلتين عن الإحساس بالحاجة إلى التطور موضوعياً أو فنياً. وبهذا يصبح الوعي الفردي هو جملة أشكال تعكس الوجود الاجتماعي كما يرى دوركايم. ومن هنا تغدو مسألة التذكير والمعاودة في طرق ما هو بديهي إبداعياً والنظر النقدي المتمعن في قوانين أدبنا العربي من ناحية التباطؤ او التسارع أمراً لا مناص منه؛ بل هو حتمي، لكي لا يصير المألوف متحجراً ولا يغدو المعتاد متصنما،ً فتتضبب الدلالات وتتعتم المدلولات.

أخر اخبار العراق:

"ثلاثية جديدة".. الزوراء يواصل انتصاراته ويهزم نفط ميسان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1652 days old | 932,748 Iraq News Articles | 2,604 Articles in May 2024 | 8 Articles Today | from 32 News Sources ~~ last update: 10 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



في ما أهمل من أعراف الأدب - iq
في ما أهمل من أعراف الأدب

منذ ثانية


اخبار العراق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل